الجمعة، 26 أغسطس 2011

أحياء الإسكندرية


حي شرق الإسكندرية:ويضم الحي أغلب وأهم المناطق الراقية بالمدينة مثل مناطق لوران، سموحة، زيزينيا، سان ستيفانو، سموحة.

حي وسط الإسكندرية : ويضم العديد من المناطق الهامة كونه يقع في مركز المدينة مثل ديوان محافظة الإسكندرية وأغلب قنصليات الدول العربية والأجنبية بالمدينة.



حي غرب الإسكندرية: ميناء الإسكندرية
عروس البحر المتوسط الاسكندرية الجزء


حي الجمرك: جامع المرسي أبو العباس، قلعة قايتباي، وقصر رأس التين

عروس البحر المتوسط الاسكندرية الجزء

الميادين:

مدينة الإسكندرية مليئة بالكثير من الميادين العامة من أبرزها ميدان المنشية، ميدان أحمد عرابي بمنطقة المنشية، ميدان سعد زغلول بمنطقة محطة الرمل، ميدان الشهداء في منطقة محطة مصر بمركز المدينة، ميدان أحمد زويل بجوار وابور المياه بمنطقة باب شرقي، ميدان الأنفوشي، ميدان الإبراهيمية، بالإضافة إلى الكثير من الميادين المنتشرة في أنحاء المدينة.

عروس البحر المتوسط الاسكندرية الجزء

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

الإسكندرية عبر العصور ..


في تجربة تعد الأولى من نوعها قامت كلية الآداب بجامعة الإسكندرية بإصدار موسوعة عن الإسكندرية عبر العصور ضمت خمسة أجزاء لكل جوانب الحياة السكندرية قديما وحديثاً وعلى مر العصور من خلال الأبحاث والدراسات التي قدمها أساتذة جامعة الإسكندرية في كلية الآداب منذ نشأتها وحتى العصر الحديث وعن هذه التجربة يقول الدكتور فتحي أبو راضى عميد كلية الآداب بالإسكندرية أن الإسكندرية تعيش الآن مرحلة مهمة في تاريخها العريق، مرحلة تستعيد فيها ماضياً زاهياً كانت فيه درة العالم القديم، إليها يأتي العلماء والفلاسفة ومنها تخرج الأفكار الجديدة التي تؤثر حتى في الحضارات التي سبقتها في الساحل الشمالي لحوض البحر المتوسط، كانت الإسكندرية في تلك الفترة مركزاً للعلم والعلماء، وفى جامعتها القديمة دارت مناقشات وألفت كتب، كانت هناك حيوية ثقافية نجد أصداءها في الكتب القديمة التي ألفت عن الإسكندرية، حيوية لاحظها العرب أيضاً حين فتحوا مصر، واستقر بعضهم في الإسكندرية، فأصبحت الإسكندرية مكاناً يحط فيه كثير من العلماء يؤلفون كتبهم ويستقرون بها ويقيمون فيها، لقد عادت الإسكندرية إلى الواجهة الثقافية بقوة مرتين: المرة الأولى حين أنشئت جامعتها في بداية الأربعينات من القرن العشرين وكان إنشاؤها حدثاً مهما، لأنها ساعدت على تهيئة تربة علمية ملائمة نبت فيها كثير من الأسماء التي تفخر بها مصر كلها، والمرة الثانية حين أعيد إنشاء مكتبة الإسكندرية لتواصل رسالة كانت قد بدأتها المكتبة الأولى التي كانت أهم مكتبة في العالم القديم. وقد فكرنا في كلية الآداب أن نحتفل بافتتاح مكتبة الإسكندرية وأن نشارك في هذا الاحتفال مشاركة علمية فعالة، وكان اقتراحاً من الدكتور ماهر عبد القادر أن تجمع البحوث التي كتبت عن الإسكندرية في مجلة كلية الآداب في عدد تذكاري يخرج مواكباً لافتتاح المكتبة، وهو اقتراح وجد صداه الإيجابي لدى عمادة الكلية، وحين بدأ العمل في إصدار هذا العدد التذكاري، اكتشف أن الباحثين في كلية الآداب، وفى بعض الجامعات بمصر وخارجها، اهتموا اهتماماً كبيراً بالإسكندرية، والنتيجة أن ما تجمع من بحوث فاق ما توقعناه، وبخاصة أنها بحوث غطت كثيراً من جوانب الحياة في الإسكندرية، ماضيها وحاضرها، بحوث عن الكيفية التي أنشئت بها الإسكندرية وعن الإسكندر مؤسسها وعن البطالة وعن الحركة الأديبة في عصرهم، وبحوث عن الإسكندرية الإسلامية بعلاقاتها مع الحجازيين والمغاربة، والإسكندرية أثناء الحروب الصليبية، والإسكندرية في حركتها الأدبية الحديثة، وغيرها من البحوث التي يصعب أن نأخذ واحداً منها ونترك آخر لا يقل أهمية، لقد كانت النية بادئ الأمر أن تصدر ثمانية أعداد خمسة منها للبحوث العربية، وثلاثة للبحوث المكتوبة باللغتين الإنجليزية والفرنسية ثم استقر الأمر أخيراً على خمسة أعداد، ثلاثة للبحوث العربية واثنان للغات الأخرى مع الاحتفاظ بكل ما كتب عن الإسكندرية في مجلة كلية الآداب.
ونحن نأمل أن تساعد هذه البحوث على تسهيل مهمة الباحثين الذين يرهقهم البحث عن الأعداد القديمة من المجلة وكثيرا ما لا يستطيعون العثور عليها، نقدم لهم هذه البحوث الجادة التي تلقى أضواء ربما تكون خافية على بعض المتخصصين، وكثير من غير المتخصصين، أضواء تذكرنا دائماً بأن الإسكندرية ذات تراث عريق، وذات إسهام لا يمكن إنكاره في مسيرة الحضارة الإنسانية كما تضع أمام أعيننا أن بجامعة الإسكندرية وبكلية الآداب مدرسة علمية عريقة وأصيلة
ويقول د. ماهر عبد القادر وكيل الكلية ورئيس تحرير المجلة..إن الإسكندرية عاصمة العواصم الثقافية في العالم منذ تأسيسها على أيدي الإسكندر الأكبر ثم البطالمة من بعده وها هي الإسكندرية الآن تستعيد مكانتها الثقافية بين مدن العالم المتحضر، بعد أن ظهرت مكتبتها التي تألقت في العالم القديم إلى الوجود مرة ثانية، وبدأ العالم الحديث يزدان بها. وقد كانت مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية نافذة ثقافية مهمة نطل منها جميعاً على العالم وهذه المجلة وهى تمارس دورها اليوم بفاعلية شديدة، أثرت أن تقدم باكورة أعمالها في هذه المجلدات التى تحتوى على مجموعة من البحوث الرائدة لأساتذة وعلماء أفاضل أثروا الحياة الثقافية فى مصر والإسكندرية على إمتداد أكثر من نصف قرن، أما المجلد الأول فنجد فيه مجموعة من البحوث الرائدة نبدأ ببحث ركز فيه الدكتور زكى على فى بحوثه على بعض الجوانب المهمة فى تاريخ الإسكندرية الحضارى منذ عصر البطالمة، وفى هذا الصدد دون بحثه المهم بعنوان "الإسكندرية: تأسيسها وبعض مظاهر الحضارة فيها فى عصر البطالمة" وفى هذا البحث نجده يبدأ ببيان أن الإسكندرية تعد من أهم المدن التى أنشأها الإسكندر الأكبر ثم يشرح فى بيان تفاصيل تأسيسها، عارضاً لوصف استرابون لموقع الإسكندرية الاستراتيجى وكيف اختار الإسكندر هذا الموقع الفريد الذى تشابه مع موقع مدينة صور، حيث كان ينوى أن تمثل الإسكندرية نفس الدور الذى مثلته صور من الناحية الحربية، وبعد ذلك ينتقل الدكتور زكى على إلى بيان وصف الإسكندرية، ثم يعرض لتخطيط مدينة الإسكندرية فى عهد بطليموس الأول ثم سكان الإسكندرية، حيث ظهر منذ نشأتها أنها ستكون كالبوتقة تلقى فيها عناصر مختلفة من شعوب الشرق والغرب، وبلاد الإغريق ومصر وآسيا، وممالك لم تعرف من قبل وأنها ستقوم بنصيبها فى بناء حضارة جديدة تكون مزيجاً من ثقافات وحضارات شعوب مختلفة وقد أوجد فيها اليونان فى أول القرن الثالث ق.م. كل مظاهر المدينة اليونانية ومميزاتها، ولذلك هرعوا إليها، كما كان يوجد بالمدينة منذ تأسيسها جالية من اليهود زادت أعدادهم مع توالى الزمن حتى أصبحوا كثرة لها منزلتها وأهميتها.
أما عن دستور المدينة فيذكر أنه ليست لدينا معلومات وثيقة وبأن التفاصيل المتعلقة بكبار الموظفين بها واختصاصهم هى لسوء الحظ غير ميسورة، لذلك عمد إلى إعمال الحدس والتخمين كما يتصور ما كانت عليه الحال إذ ذاك.
ثم يعرض الدكتور زكى على حيث عرض للقوانين المرعية بالإسكندرية فى القرن الثالث ق.م. ومنها الحقوق القانونية لبعض طبقات السكان فى الإسكندرية والتى تنص على أنه "لا يجوز لأحد أن يقيم الدعوى على أحد آخر ممن أنفذهم الملك فى خدمته، لأعلى أشخاصهم ولا على ضامنيهم، كما لا يحق لمن يوكل إليه أمر التنفيذ ولا لأحد من أعوانه أن يلقى القبض على هؤلاء.. إلى غير ذلك من القوانين وعقوبات التعدى عليها.
ثم ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى بيان أهم معالم الإسكندرية فى هذا العصر، ومنها المنارة المشهورة التى بدت للغادى والرائح فى أبهى حلة وكانت أول الأبنية العامة التى أقيمت من هذا النوع حتى غدت إحدى عجائب الدنيا، ثم ينتقل المؤلف إلى بيان كيف أن الإسكندرية كانت مركزاً للثقافة بفضل الأكاديمية التى كانت عبارة عن جامعة كبرى أو على الأقل محفلاً جامعياً أشبه بإحدى كليات جامعتى اكسفورد وكيبردج فى نظمها وتكوينها، فكان العلماء والأدباء من مختلف الأجناس والأقطار يلتقون فيها وتغدق عليهم الحكومة البطلمية المستنيرة من خيراتها ما يشجعهم على الإنتاج العلمى والفكرى، بل وتمنحهم مرتبات من خزانتها الملكية فى سخاء، وينهى المؤلف بحثه ببيان حال الإسكندرية فى أواخر عهد البطالمة، فيقرر أنها شهدت طوال القرون الثلاثة من حكم البطالمة أحداثاً عظيمة تركزت فيها آمال البطالمة الذين اختصوها بجل عنايتهم، فكان حظها من النجاح وافراً وتقدمها سريعاً، وهو يرجو أن تكثف أعمال الحفر والتنقيب بها من آثار تزهو على غيرها من مدن مصر القديمة، كما يرجو أن تستعيد سيرتها الأولى.
وفى دراسة "كليومينيس وسياسته المالية فى مصر فى عهد الإسكندر الأكبر" يقدم لنا الدكتور مصطفى العبادى تحليلاً رائعاً للسياسة الاقتصادية التى أرساها الإسكندر الأكبر فى مصر حين جاء إليها فاتحاً، وأثر هذا فى نهضتها الاقتصادية فى أوائل عهد البطالمة. ويبدأ المؤلف بالإشارة إلى أن عصر الإسكندر يعتبر من أهم فترات التحول والانتقال فى التاريخ العام، ذلك أن عالماً جديداً فى سياسته واقتصاده واجتماعه كان على وشك أن يولد، لهذا كانت دراسة الرجال الذين اعتمد الإسكندر عليهم والذين شغلوا مناصب أساسية فى حكمة بالغة الأهمية لفهم ذلك العصر والتطورات التى حدثت فيما بعد، ولقد كان كليومينيس أحد أولئك الرجال البارزين، إذ تركه الإسكندر للإشراف على مالية مصر، فأصبح سيد الموقف بها والمتصرف الأول فى شئونها طيلة حياة الإسكندر، وقد أجاد المؤلف فى تصوير منهج وأسلوب كليومينيس، وكيف أن جميع أعماله كانت تهدف إلى غاية واحدة وهى صالح الخزانة وهو فى ذلك لم يقصر نشاطه على القيام بأعمال أمين الخزانة، ولكن دبر أمر خزانة الدولة على نحو ما يدبر التاجر حسابه الخاص. ولذلك فإن أعمال كليومينيس نعتبر تجربة لها أهميتها بالنسبة لدارسى تاريخ الاقتصاد والمال. ومما يؤكد هذه الفكرة هو ما ترويه الأخبار أن بطليموس الأول سوتر الذى تولى حكم مصر بعد وفاة الإسكندر تسلم خزانة الدولة من كليومينيس وبها 8000 تالنتوت، وهو مبلغ ضخم يثبت أن أرباح كليومينيس يعتبر أكبر خدمة قدمت للبطالمة بالذات، فبالإضافة إلى خزانة غنية، أورثهم تجارة خارجية على أسس منظمة مكنتهم من انتهاج سياسة مماثلة زمن البطالمة الأول حين كانت تجارة القمح الخارجية هى من أهم عمد سياستهم الاقتصادية.
ويتناول البحث الرابع الذى يقدمه الدكتور فوزى الفخرانى مسألة مهمة من المسائل المتعلقة بالإسكندرية كمدينة وهى "حمامات الإسكندرية الرومانية" حيث يشير إلى أن حمامات الإسكندرية الرومانية لم تنل أى قدر يذكر من اهتمام الباحثين، وتكاد تخلو منها الكتب التى تتناول الحديث عن الإسكندرية، ولذا وجدنا الدكتور الفخرانى يبدأ دراسته بالحديث عن الحمامات فى روما ويصفها بصورة دقيقة مدعماً إياها بالصور، ويقدم الدكتور الفخرانى نموذجاً لحمامات الإسكندرية وهو حمام كوم الدكة الذى يعد أصغر حجماً من الحمامات الرومانية وأقل منها زخرفة، ويشير أيضاً إلى أن هذا الحمام قد تهدمت أكثر أجزائه ولم يبقى منه إلا القليل، ويشير الدكتور الفخرانى إلى بعض الحمامات الأخرى التى وجدت فى الإسكندرية مثل حمام أبى صير وحمام أبى قير، على سبيل المقارنة مع حمام كوم الدكة.
والملاحظ أن دراسة الدكتور الفخرانى، على الرغم من أنه قد مضى عليها أربعون عاماً، إلا أنها ما تزال تشكل قيمة علمية رفيعة المستوى من حيث التحليل والمقارنات الداخلية مع الحمامات الرومانية.
وأما الدكتورة فاطمة سالم فقد قدمت لنا فى دراستها عن "فن الشعر لهوراتيوس" دراسة تحليلية نقدية دقيقة لروح الأدب فى عصر البطالمة وقد صحبت هذه الدراسة بترجمة لهوراتيوس، وتبدأ الدراسة ببيان أن النقد الأدبى قد تطور تطوراً يتجاوب مع تقدم الفكر اليونانى، فهو ثورة فكرية قام بها الفلاسفة الأيونيون، وتزعمها الشاعر الفيلسوف كسينوفانيس الكولوفونى ضد أساطير هوميروس التى تنسب إلى الآلهة والآلهات كل رذائل الإنسان.
ويشير الدكتور محمد عبودى إلى فكرة جديدة مهمة فى دراسته "استرابون يتحدث عن حملة إيليوس جاللوس على بلاد العرب" حيث يذكر أن وصف استرابون لبلاد العرب ينقصه الترتيب والتنسيق، لأنه لم يرافق الحملة. ويذكر أن استرابون يؤكد أن الحملة تمت مع بداية قيام الإمبراطورية الرومانية فى بداية عهد اكتافيوس ويشير إلى أن كلام استرابون يقرر أن هذه الحملة أضافت معلومات كثيرة للباحثين والعلماء وقتها. ويذكر الدكتور عبودى العوامل التى ذكرها استرابون فى بيان دوافع هذه الحملة، مثل محاولة قيصر كسب العرب إلى جانبه سلماً أو حرباً ، ومحاولته السيطرة على طريق الحرب والمال (لغنى العرب) أو حتى تأثر الرومان بما سمعوه عن بلاد العرب باعتبارها البلاد السعيدة أو المزدهرة، ثم ينتقل إلى الحديث عن فشل الحملة الرومانية على بلاد اليمن والذى يرجمه استرابون إلى جهل إيليوس جاللوس كقائد عسكرى بطبيعة بلاد العرب التى ذهب لمحاربتها.
أما الدراسة الأخيرة فى الجزء الأول من المجلد فقام بها الدكتور حسن عون عن "المكانة الأدبية لمدينة الإسكندرية فى عهد البطالمة" بعد أن يعهد المؤلف بالإشارة إلى تخطيط وبناء مدينة الإسكندرية، يذكر أنه قد تركزت فيها حركة ثقافية من علم وأدب وفنن ثم أنها قد بلغت أوج عظمتها فى فترة يسيرة من الزمن. وبعد أن يشير إلى العوامل التى ساعدت على ازدهار تلك الحركة الأدبية، يسرد عدداً من الإنجازات ممثلة فى عدد من الأشخاص منهم: ديمتريوس الفاليرى الذى كان خطيباً سياسياً من أقدر الخطباء، ومؤرخاً من أكبر المؤرخين. وكليومين الثالث الذى كان ملكاً لأسبرطه، ولم تكن شهرته فى الأدب أقل من شهرته فى السياسة وثيوكرتيس الذى يعتبر بحق المبتكر الأول لنوع جديد من الشعر عرف بشعر الرعاة وكاليماخوس وهو من الأدباء البارزين والمبتكرين، ويذكر المؤلف أن معظم هؤلاء الأدباء فروا من بلادهم نتيجة الاضطهاد، فاستقبلهم ملوك الإسكندرية، وبهذه العوامل مجتمعة تركزت فى مدينة الإسكندرية حركة أدبية علمية واسعة النطاق، وبعد أن كانت تتلقى معارف اليونان وتحذو فى الدرس حذوهم، بدأت تنقد هذه المعارف، ثم تؤلف وتبتكر فأصبح لها فى الطب وفى الأدب وفى الفلسفة وفى الرياضة والجغرافيا أراؤها الخاصة ومذاهبها الجديدة، ولهذا سادت مدينة الإسكندرية غيرها من المدن الجامعية المعاصرة، وأصبح يطلق عليها بحق "الوارثة لمدينة أثينا" كما يسميها بعض العلماء الأوربيين أو "أثينا الشرق" كما يسميها البعض الآخر، وينهى المؤلف بحثه بالحديث عن مكتبة الإسكندرية وأقسامها وما تحتويه من كتب ونشاط علمى بصفة عامة، مقارنة بما يسود فى المكتبات، وخاصة مكتبة دار الكتب المصرية.
ويضيف الدكتور ماهر عبد القادر أما المجلد الثانى فيحتوى على مجموعة من المقالات والدراسات المهمة التى تواصل الحديث عن الإسكندرية وإنتاجها العلمى وحالتها الثقافية والفلسفية وصلتها بغيرها من المدن الأخرى.
أما أول دراسة فى هذا المجلد فهى دراسة للدكتورة عنايات محمد أحمد تتحدث عن صورة فريدة للإسكندر الأكبر مرسومة على وعاء فخارى من مجموعة خاصة، حيث رسمت رأس ملكية للإسكندر الأكبر، وكما تقول صاحية الدراسة ليس لها مثيب فى الأعمال الفنية الأخرى، والوعاء الفخارى المرسوم عليها لرأس عبارة عن طبق مقعر القاعدة، والوعاء من مادة الفخار المغطى بطبقة زجاجية رقيقة باللون الأبيض العاجى، وأهم ما يميز الوعاء تناسق تكويناته، فهو مقسم عن طريق الخطوط الهندسية المزخرفة إلى ثلاث دوائر مختلفة المساحات، تشغل الدائرة الأولى قاع الإناء، وتشغل الدائرة الثانية المساحة الواقعة بين الإناء وحافة الإناء، أما الدائرة الثالثة فتشكل حافة الإناء المسطحة. ومن الملاحظ أن صورة الرأس الملكية تشغل قاع الإناء وهى مرسومة باللون البنى الضارب بالسواد وقد صارت فى وضع جانبى متجهاً ناحية اليسار.
وأما دراسة الدكتور عبد العزيز سالم بعنوان "منار الإسكندرية فى رؤية بعض الرحالة المغاربة" فيبرز الأهمية التى ظللت تشغلها منار الإسكندرية فى العصر الإسلامى، وهو ما لفت أنظار الرحالة المسلمين من أهل المغرب والأندلس الذين زاروا مصر وهم فى طريقهم إلى الأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج، أو تلقى العلم أو الاشتغال بالتجارة، وتبين الدراسة أعمال الترميم والإصلاح التى أمر بها الحكام والسلاطين على مر العصور للمنارة.
أما كيف خططت مدينة الإسكندرية القديمة فهو سؤال مهم أجاب عنه الدكتور محمد عبد الحميد الحناوى فى بحثه بعنوان "تخطيط ومواقع الإسكندرية القديمة وتطورها حتى أوائل القرن التاسع عشر الميلادى" حيث يشير إلى أحياءالمدينة وتطورها حتى أوائل القرن التاسع عشر الميلادى وأهمها الحى الملكى وحى اليهود والحى الوطنى، ثم يتناول أسوار المدينة وأهميتها مبيناً أنه من المرجح أن الأسوار ابتدأ فى إقامتها أيام الإسكندر، ثم تمت فى عهد البطالمة، وزاد الرومان فى تحصينها، ويصف البحث أبواب المدينة والحصون والقلاع والتى منها قلعة الفنار وحصن المنارة وقلعة الركن وكوم الناضورة وكوم الدكة، ويصف بالإضافة إلى كل هذا الميناء القديم والميناء الجديد.
وتثير الدكتورة فكرية صالح فى بحثها بعنوان "رثاء الحيوانات عند الشعراء فى العصر السكندرى" بعض التصورات المهمة عن الحياة الأدبية وتشعبها إذ تؤكد أن الاتجاه الرومانى والذى أصبح سمة من سمات الأدب السكندرى كان سبباً وراء ظهور هذا النوع من أنواع الرثاء، فالرومانسية تعبير عن الروح الفردية وعن الذات الإنسانية، وهى تفسح المجال لظهور العواطف الذاتية والنزعات الفردية، وأن التعاطف امتد فى هذا الإطار إلى الحيوانات، ومما أدى إلى تطور هذه الحركة تطور فن الابجراما.
ويذكر الدكتور محمد بهجت قبيسى فى بحثه "قانون كرك اللا ومذبحة الإسكندرية 215م"، وضرورة القراءة المنهجية لأحداث التاريخ بعيداً عن روح التعصب والعداء، ولذا يتعقب الأحداث التى وقعت فى تلك الفترة، ووضع مدينة الإسكندرية السكانى الاجتماعى حيث ينتهى إلى تبرئة كرك اللا من دم المصريين الأصليين أصحاب الأرض، على خلاف كافة المؤرخين.
ويدرس الدكتور هابيل فهمى عبد الملك مسألة مهمة وهى "الزواج السياسى فى مصر الهيللينستية من عصر الإسكندر الأكبر حتى نهاية دولة البطالمة" حيث يكشف لنا أن الزواج السياسى لعبت دوراً هاماً فى تحريك الأحداث على المسرح السياسى فى العصر الهيللينستى بصفة عامة، وفى مصر بصفة خاصة، وقد انعكس هذا على الحياة السياسية فى مصر منذ عام 332 ق.م. وحتى سقوط مصر فى يد الرومان عام 30 ق.م.
ولكن هل هناك تشابه بين مدينة الإسكندرية القديمة وبعض المدن الأخرى؟ سؤال أجابت عنه الدكتورة سحر عبد العزيز سالم فى بحثها بعنوان "صور من مظاهر الحضارة المتشابهة بين مدينتى الإسكندرية ورباط الفتح" حيث تقارن بين مدينة الإسكندرية وكل مظاهر الحياة فيها مدينة رباط الفتح الأندلسية. والبحث يمتاز بالتحليل العميق والمقارنة الدقيقة بين المدينتين منذ القدم، ويدل على عقلية تاريخية عميقة.
وقد اختارت الدكتورة سهير محمد إبراهيم فى بحثها بعنوان "الموضوعية والأمانة فى وصف الرحالة الأجانب للإسكندرية فى العصور الوسطى" أن تبين مكانة مدينة الإسكندرية فى أدب الرحلات، وما تمتمت به من أهمية خاصة فى هذه الكتابات، وتكشف لنا أن الرحالة الأوروبيين الذين زاروا الإسكندرية فى العصور الوسطى وحتى بدايات العصور الحديثة، وقد التزموا جانب الموضوعية والدقة فى وصف هذه المدينة العريقة، وجاء تركيزهم بشكل أساسى على الأهمية الاقتصادية والأهمية التحصينية.
أما المجلد الثالث فإنه يحتوى على مجموعة دراسات تتناول موضوعاً محدداً هو الإسكندرية بدءاً من العصر الإسلامى، وهو موضوع جدير بإلقاء مزيد من الأضواء عليه، فقد انتقل مركز الثقل الحضارى فى ذلك الوقت إلى مدن أخرى، قديمة مثل دمشق فى أثناء حكم الأمويين أو جديدة أنشأها المسلمون مثل بغداد فى العراق، أو القاهرة فى مصر، وأصبح جل اهتمام المؤرخين والكتاب هو ما يدور فى هذه المدن، وما يخرج عنها من أفكار فلسفية وتيارات أدبية ومذاهب دينية، وتقلص الاهتمام بالإسكندرية فى ذلك الوقت، التى أصبح أكثر الحديث حولها يدور حول تاريخها القديم المجيد أو أنها إحدى الثغور الإسلامية المهمة فى مواجهة البيزنطيين، أصبح واجباً التنقيب فى المصادر القديمة للبحث عن صورة الحياة فى الإسكندرية فى جوانبها المختلفة الفكرية والاجتماعية والسياسية، وهذا ما فعله بعض أساتذة كلية الآداب ونشروا ما توصلوا إليه فى أعداد مجلة الكلية منذ العام 1944
الدراسة الأولى فى هذا الجزء تتحدث عن جانب خفى فى الإسكندرية فى القرن السادس وما بعده هو جانب التدريس والمدارس والكيفية التى كانت تنشأ بها هذه المدارس وتدار، وذلك من خلال الحديث عن أول أستاذ لأول مدرسة فى الإسكندرية الإسلامية. فى هذه الدراسة يبدأ الدكتور جمال الدين الشيال بالحديث عن أستاذه عبد الحميد العبادى أستاذ التاريخ الإسلامى، وطبيعة العلاقة العلمية التى كانت تربطهما معاً، وظروف تلمذته على يد الأستاذ العبادى، ويؤبنه فى عبارات مؤثرة ثم يتحدث عما أحيط بهذه المحاضرة العامة من ظروف، وبعد ذلك ينتقل إلى الجزء الثانى من دراسته، فى هذا الجزء يتحدث عن الطاهر بن عوف أول أستاذ لأول مدرسة فى الإسكندرية الإسلامية، يتبع فيه حركة إنشاء المدارس فى مصر الإسلامية التى بدأت فيما يقول مع قيام الدولة الأيوبية فيها، وذلك حينما أسس صلاح الدين الأيوبى المدارس المختلفة فى أنحاء مصر، وقد كان الهدف من ذلك نشر المذهب السنى، يرى الشيال أن الإسكندرية كانت أول مدينة مصرية عرفت المدارس ويبدأ فى ذكر بعض مدرسة أنشئت فى مصر كلها، وأما بقية الدراسة فتنصب على أب الطاهر بن عوف الذى كان أول أستاذ لهذه الدراسة، يتتبع نسبه وأساتذته وحياته، وحياته، وكيفية تعليمه وذلك من خلال المصادر التاريخية التى أرخت لهذه الفترة، كما يحاول تعيين مكان المدرسة الذى كان فى "شارع الحجة" قديماً، وهو شارع فؤاد حاليا، ويحاول كذلك أن يتتيع النظام الداخلى للمدرسة وما كان فيها. فى الدراسة الثانية يتحدث الدكتور صلاح هريدى عن الحجازيين وحياتهم الإقتصادية والإجتماعية فى مدينة الإسكندرية فى العصر العثمانى من العام 923 إلى 1213 هـ (1517-1715م) وهى دراسة وثائقية من سجلات المحكمة الشرعية بالشهر العقارى تحدث المؤلف عن اشتغاله بالتجارة لاحترافهم بعض الحرف وزواجهم وطلاقهم، وعلاقاتهم الاجتماعية مع بعضهم البعض ومع غيرهم سواء أكانوا من العرب أو من الأجانب. يتتبع فى البداية كيفية انتقالهم إلى مصر، واستقرارهم فى الإسكندرية منذ عهد ما قبل الإسكندر الأكبر، وطبيعة العلاقات التجارية التى تربط الحجاز بمصر، قبل الفتح الإسلامى وقبل استقرار عمرو بن العاص بها، ثم استقرار بعض الصحابة بالإسكندرية مثل أبى الدرداء وأبى ذر الغفارى، وكذلك عبد الله بن سعد بن أبى سرح، كما يتحدث عن روابط الحجاز بمصر فى أثناء حكم المماليك، وقد كان الحجاز فى ذلك الوقت تابعاً لمصر، وفى جزء أخر يتحدث عن حياتهم الاجتماعية وهذا الجانب شمل الزواج والطلاق والميراث والأوقاف والإعتداءات على بعضهم أو مع الآخرين والإشراف وغير ذلك من مظاهر الحياة الاجتماعية الأخرى ويذكر فى أثناء ذلك بعضاً من القصص الطريفة حول هذه الموضوعات، وذلك من واقع سجلات المحكمة الشرعية بالشهر العقارى، ويردف دراسته بمجموعة من وثائق تلك الفترة مثل وثيقة عن بيع فوط، أو شراء حجازى قمح من هوارى، أو عن احتراف بعض الحجازين حرفة الصراف، وغير ذلك.
وفى الدراسة الثالثة تحدث الدكتور جمال الدين الشيال عن الصلات الثقافية بين المغرب ومدينة الإسكندرية فى العصر الإسلامى، وذلك بمناسبة مرور أحد عشر قرناً على تأسيس جامعة القرويين يبدؤها بالرشاوة إلى أهمية الإسكندرية كثغر من ثغور الإسلام الذى كان يحمى دولة المسلمين، كما يشير إلى أن الإسكندرية كنانة الله يحمل فيها خير سهامة، وأن الإقامة فيها نوع من الجهاد، وأن من مات فيها فهو شهيد.
ثم يدلف إلى أهمية الإسكندرية كمعبر لمسلمى المغرب والأندلس إلى الأراضى الحجازية فقد كانت محطتهم الأولى فى طريقهم من الرباط إلى مكة يصلون إليها بعد رحلة طويلة وشاقة عبر الصحراء أو عبر البحر، وقد كان هؤلاء المغاربة يستأنفون رحلتهم إلى الأراضى المقدسة، ثم يعودون مرة أخرى عن طريقة الإسكندرية، فبعضهم يبقى فيها وبعضهم يستأنف رحلته، يشير كذلك إلى أن الإسكندرية بقيت على المذهب الرسمى فى ذلك الوقت هو المذهب الشيعى. ويذكر الدكتور الشيال بعد ذلك عدداً من علماء المغرب الذين استقروا فى الإسكندرية، منهم العالم الصوفى الكبير أبو بكر الطرطوشى الذى ولد فى سنة 450هـ واستقر فى الإسكندرية ومنهم الحافظ أبو الطاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفى الذى جاء من أصبهان واشتغل فى الإسكندرية بتدريس الحديث، ومنهم أبو الحسن الشاذلى الذى ولد فى سنة 593هـ فى مدينة سبتة، وجاء إلى الإسكندرية وعاش فيها فترة من الوقت، وكذلك ابن عطاء السكندرى وياقوت العرش والأباصيرى وأبو العباس المرسى وغيرهم.
أما الدراسة الرابعة كتبها الدكتور أبو العلا عفيفى الذى يتناول فيها الأثر الفلسفى الإسكندرية فى قصة حى بن يقظان. والدراسة تعد نموذجاً رفيع المستوى فى البحث الأكاديمى سواء فى لغتها العلمية الدقيقة التى تستخدم الجملة بدلالتها المضبوطة تماماً، وتحترز من إطلاق الحكم فى أى قضية إلا إذا سانده حشد كبير من الأدلة، أو فى منهجيتها، وتسلسل الفكرة فيها، وكذلك تناولت دراسته مدى تأثير ابن سينا بهذه الكتابات فى رسالته حى بن يقظان التى يتحدث عنها فى البداية ويحاول أن يلخصها فى لغة عادية بعيدة عن رمزيتها، كما يتحدث عن تسرب الثقافة الهرمسية إلى المسلمين، وبخاصة فى الأوساط الصوفية عن طريق الرهبان المسيحيين فى مصر وفى الإسكندرية موطن الكتابات الهرمسية الأصلى وعن طريق الطرق التى ورثت ثقافة الإسكندرية، وأما الدراسة الخامسة فيخصصها الدكتور محمد على أبو ريان لثقافة الإسكندرية القديمة وأثرها فى حضارات العصر القديم وفى الفكر الفلسفى الإسلامي خاصة.
والموضوع السادس ليس دراسة بالمعنى الدقيق يقدر ما هو بعض منتخبات من كتابات الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية فى واقعة الإسكندرية سنة 767هـ للنويرى السكندرى وهو يشرح فيه حال الإسكندرية فى أثناء الحملات الصليبية، والموضوع بأكمله لا يمكن تلخيصه إذ يحكى تفاصيل كثيرة، ويؤرخ لفترة مهمة بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
أما الدراسة الأخيرة فهى دراسة الدكتور عبد المحسن عاطف سلام عن الحركة الأدبية فى الإسكندرية الحديثة، حاول فيها أن يبرر إفراد الإسكندرية بحديث مستقل عن حركتها الأدبية مؤكداً فى الوقت نفسه على أنه لن يحاول فى هذا البحث أن يتتبع الظواهر العامة التى ميزت إنتاج الإسكندرية فى تاريخها الطويل بل سيقنع بالقليل ويرتضى بالحدود الضيقة التى يفرضها عنوان البحث وسينطلق من النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

الإسكندرية عبر العصور .. المدينة التى تجد كل ما تشتهيه فيها !!


فى ظل التطورات الهائلة التى تشهدها مدينة الإسكندرية حاليا قامت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية بإصدار كتاب ضخم حول الإسكندرية عبر العصور ويعد هذا الكتاب مرجعا شاملا للإسكندرية سواء للباحثين أو المثقفين أو المطلعين بصفة عامة ويضم لأول مرة سجلا مصورا لكل المحافظين الذين تولوا منصب محافظ الإسكندرية بداية من خورشيد باشا (عام 1840-1863) وحتى اللواء محمد عبد السلام المحجوب كما يشتمل الكتاب على خريطة الإسكندرية السياحية ويقسم الإسكندرية عدة أقسام فى مراحلها التاريخية يبدأ منذ نشأتها على يد الإسكندر حتى الفتح العربى عام 321 ق.م وحتى 641م، ثم الإسكندرية والمسيحية والإسكندرية فى العصر الإسلامى وأخيرا الإسكندرية فى العصور الحديثة..
ويقول اللواء حازم أبو شليب رئيس هيئة تنشيط السياحة بالإسكندرية والمشرف على تنفيذ هذا الكتاب أن الهيئة قررت أن يكون هذا الكتاب للقارئ غير المتخصص لتكون هناك إطلالة للجميع على الإحاطة بما أوجزه هؤلاء الأساتذة العلماء عن تاريخ وحضارة أقدم إسكندريات العالم بل وأقدم مدن التاريخ والتى تضرب فى أغوار الزمن بما يزيد كثيرا عن الألفين من السنين.. كما تزمع الهيئة أن تقوم بترجمة هذا الكتاب إلى عدة لغات أجنبية ليقرأه العالم أجمع ويتعرف على عظمة تاريخ إسكندريتنا الحبيبة..
وتروى فصول هذا الكتاب قصة مدينة الإسكندرية منذ أرسى الإسكندر الأكبر أساسها فى الخامس والعشرين من شهر طوبة عام 331 ق.م إلى يومنا هذا وهى قصة مجيدة تكشف للقارئ عن الدور الهام الذى أسهمت به مدينتا فى بناء الحضارة الانسانية، فما أن استكملت المدينة مقوماتها حتى أتخذها بطليموس الأول عاصمة لملكه الجديد الذى ساده على جنيات الوادى، ثم أخذ يضفى عليها هو وأبناؤه من بعده كل أسباب المجد والعظمة حتى غدت أكبر ميناء فى البحر الأبيض المتوسط حينذاك، بل غدت عاصمة العالم القديم بأسره وظلت الإسكندرية تتمتع بمكانتها الرفيعة هذه طوال العصر البطلمى، حتى فتح الرومان مصر وحولوها إلى ولاية من ولايات امبراطوريتهم الواسعة فى عام 30 ق.م، وبقيت الإسكندرية مركزا لحكم الوادى أكثر من ستة قرون أخرى انتهت بالفتح العربى.
ويشرح الكتاب للقارئ ويوضح له الظروف التى أتت بالإسكندر إلى مصر، وجعلت المصريين يقابلونه بترحاب لم يظفر به غيره من الغزاة الفاتحين.. حيث ترجع علاقة مصر ببلاد الأغريق إلى ما قبل مجئ الإسكندر بعدة قرون، عندما قام تجار مدينة ميلتيوس الاغريقية –بآسيا الصغرى- بدور الوسطاء بين المملكة الليدية وشعوب البحر المتوسط فقد تمكنوا فى أواخر القرن الثامن قبل الميلاد من تأسيس محلة لهم فى دلتا النيل هى التى عرفت فيما بعد باسم (تقراطيس) وهى قرية "كوم جعيف" الحالية بمحافظة البحيرة.. وكانت ظروف مصر السياسية آنذاك هى التى عاونت هؤلاء التجار الأغريق على دخولها ذلك أن أبسماتيك الذى أسس الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية، لم يستطع أن يحرر البلاد من الاستعمار الآشورى إلا بفضل المرتزقة الإغريق فكان حريا به أن يرد الجميل بالتودد إلى الأغريق والسماح لتجارهم بالإقامة فى مصر..
وحين وقعت البلاد فريسة فى أيدى الفرس وهب المصريون ثائرون يريدون استرداد حريتهم المسلوبة ووجدوا العون كل العون من الأغريق فقد أمدهم الآثينيون بقوة بحرية كبيرة، ولم يتوان الجند الأغريق عن الانتظام فى صفوف الثوار المصريين كلما طلب إليهم ذلك، على حين كانوا يرفضون الاشتراك فى صفوف القوات الفارسية التى تحشد لإخماد الثورات المصرية.
وظلت علاقة المصريين بالإغريق قوية وطيدة طوال أعوام الاستعمار الفارسى لوادى النيل، برغم كل التفكك والانحلال الذى كانت بلاد الأغريق تعانيه آنذاك، فلما استطاعت مقدونيا أن توحد الأغريق وأن تخلق منهم قوة متماسكة مترابطة عزم ملكها فيليب على القيام بغزوة كبرى يحطم بها الامبراطورية الفارسية، لكن الأقدار لم تمهله، فقضى نحبه قبل أن ينفذ مشروعه العظيم تاركا المهمة لأبنه وخليفته الإسكندر الأكبر.
وبدأ الإسكندر الأكبر حملته الكبرى فانتصر على قوات الملك الفارسى عند نهر جرانيكوس فى آسيا الصغرى ثم ألتقى به بعد ذلك بستة أشهر عند لسوس فى كيليكيا (نوفمبر سنة 333) فظفر بنصر جديد شتت شمل قوات الملك الفارسى دارا وجعله يفر فزعا إلى قلب آسيا، وكان بوسع الإسكندر أن يغتنم هذه الفرصة المواتية فيتبع خصمه وهو مبعثر القوى وينزل به الهزيمة النهائية فى عاصمة ملكه.. ولكن الإسكندر برغم صغر سنه كان يتمتع بعقلية السياسى المحنك وكفاية القائد الماهر فأدرك أن اقتناء أثر الملك الفارسى سوف يؤدى إلى النصر حقيقة ولكنه سوف يكون نصرا براقا غير مأمون العاقبة ما دامت قوات هذا الملك تسيطر على البحر وشواطئه الشرقية ومن ثم تصبح سهما مصوبا نحو ظهره، لهذا آثر أن يستولى أولا على تلك الشواطئ حيث قواعد الأسطول الفارسى ومن ثم اتجه جنوبا فاحتل كل موانى ومدن الساحل الشرقى للبحر المتوسط ووصل بعد ذلك إلى مصر فى خريف عام 332 ق.م فسلم له الوالى الفارسى دون مقاومة، وتقدم الإسكندر إلى منف بين مظاهر الترحيب الشديد من أبناء مصر الذين كانوا يتوقون إلى الخلاص من الحكم الفارسى البغيض ذلك الحكم الذى أنزل بهم صفوف العسف والإرهاق وازدرى ديانتهم أشد الأزدراء. ولا يسع المؤرخ المنصف إلا أن يلتمس العذر للمصريين فى ترحيبهم الشديد بالإسكندرية وقواته، فهم لم يعتبروه مستعمرا جديدا وإنما نظروا إليه كحليف وصديق جاء يعاونهم على استخلاص حريتهم من براثن الفرس كما عاونهم الأغريق من قبل أيام ثوراتهم المتكررة ضد هؤلاء المستعمرين، وكانت الصداقة التى توطدت أواصرها بين الأغريق والمصريين طوال فترة الاحتلال الفارسى على نحو ما ذكرنا، ثم المسلك الكريم الذى سلكه الإسكندر تجاه أبناء الوادى وعقائدهم الدينية، كفيلان بتبديد نظرة المصريين هذه إلى الإسكندر وقواته ولا سيما بعد أن توج نفسه على نهج الفراعنة الأقدمين وحمل لقب (ابن آمون) فاعتبر مؤسسا لأسرة فرعونية جديدة..
وكان أبقى وأعطى عمل قام به فى بابل حوالى منتصف يونيه 323 ق.م وهو يعد فى الثالثة والثلاثين من عمره فقسمت إمبراطوريته بين قواده وكانت مصر من نصيب القائد بطليموس بن لاجوس الذى حكمها أول الأمر كوال يصرف الشئون باسم السلطة المركزية، ثم أعلن استقلاله بها فى عام 306 ق.م وحمل لقب "ملك".
ومنذ اللحظة الأولى وجه بطليموس الأول عناية كبرى نحو مدينة الإسكندرية فنقل عاصمته إليها وأضفى عليها هو وخليفته بطليموس الثانى من رعايتها ما جعلها أعجوبة العالم حينذاك ترتفع فى مينائها –فوق جزيرة فاروس- هذه المنارة الشهيرة التى خلعت أسمها من بعد على مثيلاتها فى كثير من اللغات الحديثة، وفى المكان المعروف باسم (سيما) كان يرقد جثمان الإسكندر الأكبر وفى منطقة راقودة القديمة كان معبد السرابيوم الشهير يقوم شاهدا على أن سرابيس كان إلها مصريا وبها أيضا أقيم معهد للتربية وميدان للألعاب الرياضية وحلبة لسباق الخيل ومسرح كبير، كما شيد القصر الملكى الرئيسى فوق جزيرة صغيرة شرقى الميناء، وإلى جواره دار العلم والمكتبة التى جمع لها البطالة أكثر من نصف مليون لناقة بردية، وقد نزل بها وبدار العلم عدد من العلماء الذين وضعوا أسس علوم التصنيف ونقد النصوص، كما وضعوا قوائم للمؤلفات الأغريقية الأدبية وفتحوا مؤلفات هوميروس وابتكروا علامات الاستفهام والتعجب وما إليها من فواصل الكلام وفى الإسكندرية استطاع أريستاخوس أن يكشف دوران الأرض حول الشمس، كما استطاع أراثوسثنيس أن يقيس محيط الكرة الأرضية دون أن يخطئ فى أكثر من خمسين ميلا، وفيها كتب أقليدس كتاب المبادئ فى علم الهندسة واخترع هيرون الآلة البخارية وذاع صيت مدرسة الطب السكندرية ولاسيما فى التشريح والجراحة.
هذه هى الإسكندرية التى بهرت أبصار كل من رأها بجمالها وبهائها ولقد تغنى بها الكتاب والشعراء منذ نشأتها الأولى ووصفوها بأنها المدينة التى يجد الإنسان فيها كل ما تشتهيه نفسه وقد عرف سكانها إلى جانب الجد فى مكتبتها ومتحفها –ضروب اللهو والمتعة التى اجتذبت كثيرا من الأجانب وأهل الأقاليم حتى لقد شبهها أحد الكتاب المحدثين بمدينة فلورنسا فى عهد أسرة مديتشى حيث نجد النشاط الفنى والأدبى والعلمى جنب إلى جنب مع المسرح والبهجة والاستمتاع بملذات الحياة..
ولا تزال الإسكندرية فى أيامنا هذه أكبر ميناء فى جمهورية مصر العربية ومركزا لنشاط علمى وتجارى وصناعى هائل وتسعى حثيثا لتتبوأ المكان المرجو لها .

الإسكندرية



undefined





تاريخ الإسكندرية


يرجع اسم مدينة الإسكندرية إلى مؤسسها القائد المقدوني الإسكندر الأكبر الذي قدم إلى مصر عام 332 ق .م، والذي استقبله أبناء مصر بالترحيب الشديد أملا في خلاصهم من الحكم الفارسي المتعسف ، ولكي يؤكد الإسكندر الكبر أنه جاء إلى مصر صديقا وحليفا وليس غازيا مستعمرا اتجه لزيارة معبد الإله آمون ، اله مصر الأعظم في ذلك الوقت فذهب إلى المعبد في واحة سيوة ، وفي طريقه مر بقرية للصيادين كانت تسمي راقودة ، فأعجب بالمكان وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه هي مدينة الإسكندرية وعهد ببنائها إلى المهندس " دينوقراطيس " والذي قام بتشييدها على نمط المدن اليونانية ، ونسقها بحيث تتعامد الشوارع الأفقية على الشوارع الرأسية 
وقد وضع الإسكندر حجر الأساس للإسكندرية في عام في الخامس والعشرين من شهر طوبة عام 331 ق .م 


وقد مرت الإسكندرية بعدة عصور مختلفة وهي : العصر البطلمي ، العصر الروماني ، العصر البيزنطي ، العصر الإسلامي ، وأخيرا العصر الحديث ، وتزخر الإسكندرية بكثير من الآثار من مختلف العصور التي مرت بها .



وسرعان ما اكتسبت الإسكندرية شهرتها بعدما أصبحت مركزا ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا و لاسيما عندما كانت عاصمة لحكم البطالمة في مصر و كان بناء المدينة أيام الإسكندر الأكبر امتدادا عمرانيا لمدن فرعونية كانت قائمة وقتها و لها شهرتها الدينية و الحضارية و التجارية. و كانت بداية بنائها كضاحية لمدن هيركليون و كانوبس و منتوس. و إسكندرية الإسكندر كانت تتسم في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلي مدينة ملكية بحدائقها و أعمدتها الرخامية البيضاء و شوارعها المتسعة و كانت تطل علي البحر و جنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير مقارنة بينه و بين ميناء هيراكليون عند أبوقير علي فم أحد روافد النيل التي اندثرت و حاليا انحسر مصب النيل ليصبح علي بعد 20 كيلومترا من أبوقير عند رشيد. 



و المدينة الجديدة قد اكتسبت هذه الشهرة من جامعتها العريقة و مجمعها العلمي"الموسيون" و مكتبتها التي تعد أول معهد أبحاث حقيقي في التاريخ و منارتها التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. فقد أخذ علماء الإسكندرية في الكشف عن طبيعة الكون و توصلوا إلى فهم الكثير من القوى الطبيعية. و درسوا الفيزياء و الفلك و الجغرافيا و الهندسة و الرياضيات و التاريخ الطبيعي و الطب و الفلسفة و الأدب. و من بين هؤلاء الأساطين اقليدس عالم الهندسة الذي تتلمذ على يديه أعظم الرياضيين مثل أرشميدس و أبولونيوس و هيروفيلوس في علم الطب و التشريح و إراسيستراتوس في علم الجراحة و جالينوس في الصيدلة و إريستاكوس في علم الفلك و إراتوستينس في علم الجغرافيا و ثيوفراستوس في علم النبات و كاليماخوس و ثيوكريتوس في الشعر و الأدب فيلون و أفلاطون في الفلسفة و عشرات غيرهم أثروا الفكر الإنساني بالعالم القديم.



و لقد عثر الباحثون عن آثار الإسكندرية القديمة في أبو قير تحت الماء علي أطلال غارقة عمرها 2500 سنة لمدن فرعونية –إغريقية. و لا تعرف حتى الآن سوي من خلال ورودها فيما رواه المؤرخون الرحالة أو ما جاء بالأساطير و الملاحم اليونانية القديمة. و كانت مدينتا هيراكليون و منتيس القديمتين قرب مدينة الإسكندرية القديمة و حاليا علي عمق 8 متر بخليج أبو قير. و كانت هيراكليون ميناء تجاريا يطل علي فم فرع النيل الذي كان يطلق عليه فرع كانوب. ومدينة منتيس كانت مدينة دينية مقدسة حيث كان يقام بها عبادة إيزيس وسيرابيس. و المدينتان غرقتا في مياه البحر الأبيض المتوسط علي عمق نتيجة الزلازل أو فيضان النيل.. وظلت الإسكندرية عاصمة لمصر إبان عهود الإغريق و الرومان و البيزنطيين حتى دخلها العرب في عام 642م و انتقلت العاصمة منها لمدينة الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص عام 21هـ–641م.



عند بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم يكن هناك شئ سوى رمال بيضاء و بحر واسع و جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى "فاروس، بها ميناء عتيق.. و على الشاطئ الرئيسي قرية صغيرة تدعى "راكوتيس" يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر و بحيرة مريوط، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعتبر موقع إستراتيجي لطرد الأقوام التي قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل أو لربما كانت "راكوتيس" مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا..

وعندما قاد الإسكندر الجيوش بعد وفاة والده في عام 336 ق م و هو ما يزال في العشرين من عمره، زحف ليفتح آسيا الصغرى ثم الشام ثم فلسطين إلى أن وصل إلى مصر بعد هزائم ساحقة للفرس.. و في مصر(عام 332 ق م) استقبله المصريون بالترحاب نظراً للقسوة التي كانوا يعاملون بها تحت الاحتلال الفارسي..و بعد أن زار مدينة منف (الآن جنوب الجيزة) تم تتويجه ملكاً على مصر، قام بزيارة معبد آمون بواحة سيوة حيث أجرى الكهنة طقوس التبني ليصبح الإسكندر ابناً لآمون .. و في طريقه إلى سيوة، أعجبته تلك الأرض الممتدة بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط و تلك الجزيرة الممتدة أمام الشاطئ فأمر ببناء مدينة هناك لتكون نقطة وصل بين مصر و اليونان.. و بعد بضعة شهور، ترك الإسكندر مصر متجهاً نحو الشرق ليكمل باقي فتوحاته.. ففتح بلاد فارس (إيران) ليصبح الإسكندر هو حاكم كل الإمبراطورية الفارسية بلا منازع حيث أخذ لقب "سيد آسيا" ولكن طموح الملك الشاب لم يتوقف بل سار بجيشه حتى وصل إلى الهند و أواسط آسيا .. و بينما كان الإسكندر عند منطقة الخليج الفارسي (العربي) فاجأه المرض الذي لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز ال33 من العمر ليتم نقل جثمانه إلى مصر ليدفن في الإسكندرية والتي لم يحالفه الحظ لرؤيتها مرة أخرى.





تخطيط المدينة

بعد أن أمر الإسكندر ببناء المدينة، وكل مهندسه المعماري "دينوقراطيس" لتصميم و تنفيذ المدينة الجديدة و التي شهدت عملية بناء و تطوير كبير بعد موته و طوال فترة حكم البطالمة..حيث تم وصل المنطقة المائية ما بين جزيرة فاروس و المدينة.. و قد بدا هذا الردم كخط طويل ضيق، اتسع بمرور الزمن ليكون تلك الأرض المعروفة الآن منطقة "المنشية"!! كما تم بناء سور للمدينة ، له بوابتان: بوابة شرقية ، أطلق عليها "بوابة الشمس" و بوابة غربية ، أطلق عليها "بوابة القمر".. كما تم بناء شارعين رئيسيين أحدهم عامودي على الآخر ، أحدهم ما هو معروف الآن بشارع "النبي دانيال" (شارع السوما في العهد الإغريقي)! كذلك فقد تم ربط الإسكندرية بنهر النيل عن طريق حفر قناة من فرع النيل الذي كان يمتد حتى أبى قير والمعروف بـ"كانوب" (الآن جاف)..حيث كان للنيل عدة فروع بجانب فرعى رشيد و دمياط..على أن أهم ما تم بناءه في الإسكندرية كان المكتبة الشهيرة التي كانت مصدر جذب لجميع طلبة العلم في العالم بأسره و منارة الإسكندرية التي كانت من عجائب الدنيا السبع..







الإسكندرية عبر العصور :


وقد بقيت مدينة الإسكندرية قرابة ألف عام أي منذ إنشائها حتى الفتح العربي عاصمة لمصر وحين اتخذت مصر العربية من الفسطاط عاصمة بقى للإسكندرية دورها الحضاري المؤثر لا في تاريخ مصر العام فحسب وإنما في تاريخ حوض البحر المتوسط بعامة وساعدها موقعها المتميز في القيام بهذا الدور وأتاحت لها إمكانيتها الاقتصادية مواصلة هذا الدور بكافية واقتدار 

لقد امتزج في الإسكندرية خليط من الجنود المقدونيين ثم الرومان والقساوسة المصريين والأرستقراطيين الإغريق والبحارة الفينيقيين والتجار اليهود فضلا عن زوارها من الهنود والأفارقة وكان هذا الخليط يعيش داخل المدينة القديمة في انسجام واحترام متبادل إبان ازدهار الإسكندرية وعظمتها إذ كانت بحق بوتقة تنصهر فيها الأجناس وتلتقي فيها الحضارات ويتدارس العلماء والمفكرون قضايا عصرهم في هذا المناخ المتميز نشأت وتطورت جامعتها القديمة التي كانت أعظم ما في هذه المدينة

وقد شهد القرن الثالث قبل الميلاد أعظم عصور الازدهار العلمي التي عرفتها الحضارة القديمة فقد أخذ علماء الإسكندرية في الكشف عن طبيعة الكون وتوصلوا إلى فهم الكثير من القوى الطبيعية ودرسوا الفيزياء وما كان ذلك ليتم لولا مساندة القصر الإمبراطوري المادية لأبحاث الموسيون العلمية ففي هذا العهد تدارس الباحثون الفيزياء والفلك والجغرافيا والهندسة والرياضيات فضلا عن التاريخ الطبيعي والطب والأدب 
ويحق للإسكندرية أن تفخر باقليدس عالم الهندسة الذي تخرج على يديه أعظم الرياضيين مثل أرشميدس وأبولونيوس كما يحق لها أن تفخر بهيروفيلوس في علم الطب والتشريح وإيراسيستراتوس في علم الجراحة وإريستاخوس في علم الفلك وإيراتوستنيس في علم الجغرافيا وثيوفراستوس في علم النبات وكاليماخوس وثيوكريتوس في الشعر والأدب وعشرات غيرهم كان لهم فضل عظيم على تراث الإنسانية وفي الإسكندرية دون مانيتون تاريخ مصر وظهرت الترجمة السبعينية للعهد القديم ومن الإسكندرية انتقلت الديانة المصرية إلى حضارة اليونان وفلسفتهم وخرجت الإسكندرية عددا من الفلاسفة المشهود لهم في تاريخ الفكر مثل فيلون وأفلوطين .


وعندما اضمحلت إمبراطورية الإسكندر ودار الزمن على جامعتها ظلت مدينة الإسكندرية كما كانت درة هذه الإمبراطورية والأمينة على تراث عصر ازدهارها الحضاري وورث الرومان هذا التراث وزادوا عليه وحفظت الإسكندرية كل هذا التراث ودخلت به العصر المسيحي 
وفي العصر المسيحي يحق للإسكندرية أن تفاخر من جديد بأنها كانت كعبة التفكير المسيحي فذاعت شهرة كبار أساتذتها في اللاهوت ومنهم كليمنس وأوريجينيس وبعد أن انتصرت المسيحية على الوثنية غدت الإسكندرية العاصمة الروحية للعالم المسيحي فقد تزعمت مذهب الوحدانية ثم وقع بينها وبين بيزنطة صراع مذهبي تبلورت خلاله آمال المصريين في الاستقلال ونمت لدى سكانها الرغبة في التخلص من كل ماهو إغريقي والتمسك بكل ماهو مصري وفي هذه الظروف دخل العرب مصر عام 642م 

[IMG]http://www.free***town.com/ahly1907/08.JPG[/IMG]

وفي العصر الإسلامي احتلت الإسكندرية مكانة مرموقة فأصبحت أهم قاعدة بحرية في شرق البحر المتوسط فضلا عن إمكانياتها الجغرافية والتاريخية في وصل الشرق بالغرب فازدهرت اقتصاديا وثقافيا وحضاريا وازدهر عمرانها الإسلامي ممثلا في المدارس والمساجد والقصور والدور والفنادق والأسوار والأبراج والحصون 

وفي نهاية القرن الثاني الهجري كانت الإسكندرية أهم مركز للمذهب المالكي فكانت معبرا يصل بين الأندلس في الغرب ومكة في الشرق كما كانت مزارا ودار هجرة لعدد من المترجمين العرب الذين وفدوا لتعلم اللغة اليونانية في القرنين الثالث والرابع الهجريين وكان حنين بن إسحاق من زوارها المشهورين وظلت في العصر العربي محافظة على التقاليد والثقافة الإسلامية واشتهرت خلال القرن السادس الهجري بمدرستيها السنتين المدرسة الصوفية والمدرسة السلفية 

وفي العصر الأيوبي أهتم صلاح الدين بالمدرسة السلفية وأنشأ مدرسة جديدة عام 576هـ/1180م


وفي العصر المملوكي بلغت الإسكندرية ذروة تقدمها العمراني وكثرت فيها دور الحديث الشريف التي كانت مدارس حقيقية للفقه والتفسير والأصول ومن أشهر مشايخ الإسكندرية أبو الحسن الشاذلي وعبد الكريم بن عطاء الله السكندري وأبوعبدالله المعا فرى الشاطبى والعلامة الصالح أبو العباس المرسى وابن المنير وازدهرت الإسكندرية في العصر الإسلامي حتى قيل إنه لا تبطل القراءة فيها ولا طلب العلم ليلا ولا نهارا

ومن شعرائها ابن قلا قس وفيها وجد رواد الأدب الشعبي مجالا خصبا لمادتهم القصصية وكان من أثر ذلك كله أن طبعت المدينة بطابعها الشرقي والغربي معا كقصة طريفة من قصص ألف ليلة وليلة 


وفي العصر العثماني مرت الإسكندرية بفترة ركود استمرت بضعة قرون إلا أنها كانت المدينة الأولى في الشرق التي استقبلت جحافل الغزاة الغربيين بكل ما لديهم من خير وشر فتلقت بذلك أول صدمة حضارية غربية أتت بها الحملة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر وبعد إخراج الحملة الفرنسية من مصر أصابت الإسكندرية شيئا من النهضة التي أفادت منها مصر في عهد واليها الطموح محمد على 


ومع ازدياد الجاليات الأجنبية في مصر وتمركزها في الإسكندرية نشطت الحياة في المدينة من جديد لتقوم بدور حضاري يشبه إلى حد كبير دور ذلك المزيج السكاني الذي عاش فيها في العصر البطلمي فقد كان التنافس بين الدول الغربية قائما من خلال إنشاء القنصليات والبيوت التجارية والأنشطة الثقافية المتمثلة في المدارس الأجنبية العديدة مما جعل المدينة تنعم بنهضة علمية متميزة أفاد منها المجتمع السكندري فوائد ملحوظة .

كما أن التنافس الاستعماري على مصر في أعقاب الحملة الفرنسية جعل من الإسكندرية نقطة انطلاق للبريطانيين نحو الشرق فكان إنشاء الخط الحديدي بين الإسكندرية والسويس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تعبيرا واضحا عن المطامع البريطانية في مواجهة المطامع الفرنسية التي نجحت في شق قناة السويس لتقوم بالدور نفسه في وصل الشرق والغرب


ومهما يكن من أمر هذه التطورات السياسية فقد كان لها تأثير اقتصادي انعكس إيجابيا على الإسكندرية وظهر ذلك في آثار الجاليات الأجنبية التي أقامت بها وما ترتب على ذلك أيضا من مزج حضاري بين المجتمعات الغربية والمجتمع الشرقي فقد جعل هذا التطور الإسكندرية مدينة تجمع بين الطابعين الأوربي والشرقي في آن واحد وهكذا كان المجتمع السكندري برصيده الحضاري واندماجه في المجتمعات الغربية مهيئا للقيام بدور ريادي في نشر التعليم في مصر مستعدا لأن يقوم بدور ريادي في نشر التعليم الجامعي وتطويره إحياء لدور المدينة القديم وتتويجا لدورها الحضاري على مدى عشرين قرنا من الزمان هي عمر المدينة الزمني والحضاري معا .


إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة مصغره .






إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة مصغره .















الرد باقتباس

عروس البحر الابيض المتوسط الاسكندرية

هي العاصمة الثانية لمصر وأكبر مدنها بعد العاصمة القاهرة تقع على البحر المتوسط على أمتداد 32 كم. هي أكبر ميناء في مصر، يبلغ عدد سكانها أكثر من 3700000 نسمة . أسسها الإسكندر الأكبر 333 ق.م، فغدت مركزًا للثقافة العالمية. اشتهرت عبر التاريخ بمكتبة الإسكندرية الغنية التي أثرت الثقافة الأنسانية وأشتهرت أيضا بمدرستها اللاهوتية والفلسفية . شيد البطالمة منارة الإسكندرية، والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع، وذلك لإرتفاعها الهائل حوالي 35 مترًا. ظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال شديد سنة 1307م. وحديثاً، بُني في الإسكندرية مكتبة الإسكندرية الجديدة في عام 2001م.


مثل القاهرة فالإسكندرية محافظة مدينة، أي أنها محافظة تشغل كامل مساحتها مدينة واحدة، وفي نفس الوقت مدينة كبيرة تشكل محافظة بذاتها.


تأسيس المدينة

شعار المدينةعند بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم يكن هناك شئ سوى رمال بيضاء وبحر واسع وجزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى فاروس، بها ميناء عتيق.. و على الشاطئ الرئيسي قرية صغيرة تدعى راكتوس يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعتبر موقع إستراتيجي لطرد الأقوام التى قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل أو لربما كانت "راكتوس" مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا..


هذا هو وصف المكان لما هو معروف الآن بمدينة الإسكندرية التي كانت بلا منازع ولقرون طويلة مركز الفكر في العالم القديم..
إذن فما هو الحدث الذي حول تلك الرمال إلى أشهر مدينة على البحر المتوسط وبالتحديد عند ما يعرف الآن ببلاد اليونان حيث كانت وقتها مجرد مدن إغريقية متفرقة وقوية..


و في مقابل قوتهم كانت هناك بلاد الفرس التى كانت تحتل ما هو معروف الآن بالعراق والشام وفلسطين ومصر. وحاولت أساطيل الفرس غزو الجزر اليونانية مما جعل ممالكهم تشعر بضرورة التوحد لمواجهة الخطر الفارسى فبرز فيليب، ملك مقدونيا خلال القرن الرابع قبل الميلاد فوحد تلك المدن اليونانية ثم قام بمحاولة عبور آسيا الصغرى (تركيا الآن) لمواجهة الفرس غير انه توفى ليكمل المسيرة ابنه الإسكندر في عام 336 ق م وهو ما يزال في العشرين من عمره.. فزحف ليفتح آسيا الصغرى ثم الشام ثم فلسطين إلى أن وصل إلى مصر بعد هزائم ساحقة للفرس.. وفي مصر(عام 332 ق م) استقبله المصريون بالترحاب نظراً للقسوة التى كانوا يعاملون بها تحت الاحتلال الفارسى..و بعد أن زار مدينة منف (الآن جنوب الجيزة) تم تتويجه ملكاً على مصر، قام بزيارة معبد آمون بواحة سيوة حيث أجرى الكهنة طقوس التبنى ليصبح الإسكندر ابناً لآمون .. وفي طريقه إلى سيوة، أعجبته تلك الأرض الممتدة بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط وتلك الجزيرة الممتدة أمام الشاطئ فأمر ببناء مدينة هناك لتكون نقطة وصل بين مصر واليونان..


و بعد بضعة شهور، ترك الإسكندر مصر متجهاً نحو الشرق ليكمل باقى فتحاته.. ففتح بلاد فارس (إيران) ليصبح الإسكندر هو حاكم كل الإمبراطورية الفارسية بلا منازع حيث أخذ لقب سيد آسيا ولكن طموح الملك الشاب لم يتوقف بل سار بجيشه حتى وصل إلى الهند وأواسط آسيا .. وبينما كان الإسكندر عند منطقة الخليج الفارسى(العربى) فاجأه المرض الذى لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز ال33 من العمر ليتم نقل جثمانه إلى مصر ليدفن في الإسكندرية والتى لم يحالفه الحظ لرؤيتها مرة أخرى.


تاريخ الإسكندرية


تمثال يشبه أبو الهول مصنوع من الجرانيت في عهد البطالمة


أسس الإسكندر الأكبر مدينة الأسكندرية بمصر 21 يناير 331 ق.م كمدينة يونانية. وأصبحت أكبر مدينة في حوض البحر الأبيض المتوسط. وتقع مدينة الإسكندرية علي البحر فوق شريط ساحلي شمال غربي دلتا النيل ووضع تخطيطها المهندس الإغريقي (دينوقراطيس) بنكليف من الإسكندر لتقع بجوار قرية قديمة للصيادين كان يطلق عليها راكوتا (راقودة). والمدينة قد حملت إسمه. وسرعان ما إكتسبت شهرتها بعدما أصبحت سريعا مركزا ثقافيا وسياسيا واقتصاديا ولاسيما عندما كانت عاصمة لحكم البطالمة في مصر وكان بناء المدينة أيام الإسكندر الأكبر امتدادا عمرانيا لمدن فرعونية كانت قائمة وقتها ولها شهرتها الدينية والحضارية والتجارية.


وكانت بداية بنائها كضاحية لمدن هيركليون وكانوبس ومنتوس. وإسكندرية الإسكندر كانت تتسم في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلي مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة وكانت تطل علي البحر وجنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير مقارنة بينه وبين مبناء هيراكليون عند أبوقير علي فم أحد روافد النيل التي اندثرت وحاليا انحسر مصب النيل ليصبح علي بعد 20 كيلومترا من أبوقير عند رشيد. . وظلت الإسكندرية عاصمة لمصر إبان عهود الإغريق والرومان والبيزنطيين حتي دخلها العرب. وانتقلت العاصمة منها لمدينة الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص عام 21هـ–641م.


يوجد بالأسكندرية مبانى كبيرة يعود تاريخ بعضها إلى 240 عاما خلت وقد شهدت مدينة الأسكندرية في عهد الخديوى اسماعيل تحديدا اهتماما يشابه الاهتمام الذى أولاه لتخطيط مدينة القاهرة ، فأنشأ بها الشوارع والأحياء الجديدة وتمت إنارة الأحياء والشوارع بغاز المصابيح بواسطة شركة أجنبية ، وأنشئت بها جهة خاصة للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة والصحة والصيانة فيها ، ووضعت شبكة للصرف الصحى وتصريف مياه الأمطار مشابهة لنظام صرف مدينة نيويورك أنذاك ، وتم رصف الكثير من شوارع المدينة ، وقامت إحدى الشركات الأوروبية بتوصيل المياه العذبة من منطقة المحمودية إلي المدينة وتوزيعها بواسطة (وابورمياه) الأسكندرية .


أنشأت في المدينة مباني ضخمة وعمارات سكنية فخمة في عدد من أحياء وشوارع المدينة كمنطقة محطة الرمل وكورنيش بحري في تلك الفترة ، وصولا حتي أواخر الخمسينيات حين بدأ أسلوب حداثى أخر في البناء كما تم بناء عدد كبير من الفيلات و القصور الملكية بالمدينة .


تعرضت المدينة لضرر كبير في فترة الحرب العالمية الثانية ، حيث كانت تقصفها الطائرات الحربية لدول المحور خصوصا الإيطالية والألمانية ماتسبب في دمار ومقتل المئات وإعتبرت أكثر المدن المصرية تضررا من تلك الحرب .


إعتبرت مدينة الأسكندرية مدينة (كوزموبوليتانية) أو (متروبوليتان) غنية و متنوعة الثقافات بامتياز منذ نشأتها قبل نحو 2340 عاما وحتى وقت ليس بالبعيد وإن كان التنوع الثقافى الغنى قد قل في المدينة في العشرين عاما الأخيرة لأسباب متعددة كما يقول خبراء و دارسين .


سكنت الأسكندرية كما مصر أعداد كبيرة من الأوروبيين تحديدا منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر وزاد عددهم أوائل القرن العشرين ، كما إتخذ كثير منهم من مصر ملاذا أمنا خلال الحرب العالمية الثانية وهؤلاء معظمهم من اليونان وإيطاليا وفرنسا إضافة إلي جاليات بريطانية وألمانية .


كما عاش في الأسكندرية والقاهرة عدد من الملوك الأوروبيين الذين نفوا من بلدانهم إما نتيجة انقلابات أو ثورات أو إحتلال أجنبى أمثال آخر ملوك ايطاليا الملك "فيكتورعمانويل الثالث " وزوجته الملكة "هيلينا" إضافة لملوك وملكات دول مثل بلغاريا واليونان وأسرهم ... كما بعض الملوك والرؤساء العرب والأفارقة السابقين وأسرهم ، بل أن بعضهم دفن في مصر مثل أخر ملوك إيران الشاه "محمد رضا بهلوى" كما لاتزال الملكة فاطمة ملكة ليبيا السابقة أرملة الملك "إدريس السنوسي" ملك ليبيا الراحل تعيش في الأسكندرية حتى الآن .


و قد قلت أعداد الجاليات الأجنبية في الإسكندرية بعد سياسة تأميم الشركات والمصانع والمؤسسات التجارية التي اتبعها الرئيس جمال عبد الناصر وكذلك بسبب الحروب العديدة والمتتالية التي خاضتها مصر( 1948م - 195م - 1967م - 1973م )


و يبدو تاريخ الإسكندرية العريق الثرى بثقافاته المتعددة حاضرا في كل ركن من أركان المدينة الجميلة..من خلال رائحة المدينة..من خلال أسماء الكثير من الأحياء والشوارع مثل كامب شيزار أي ( معسكر القيصر) و محطة الرمل و شارع سعد زغلول و شارع صفية زغلول و شارع فؤاد و سانت كاترين و الحي اللاتيني و منطقة كليوباترا و سبورتنج و لوران و منطقة سان ستيفانو و محرم بك و سابا باشا و الشاطبي و جناكليس و زيزينيا و سموحة و سيدى جابر و سيدى بشر .


مكتبة الإسكندرية القديمة


إكتسبت مدينة الإسكندرية القديمة الشهرة من جامعتها العريقة ومجمعها العلمى الموسيون ومكتبتها التى تعد أول معهد أبحاث حقيقى في التاريخ ومنارتها التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. فقد أخذ علماء الإسكندرية في الكشف عن طبيعة الكون وتوصلوا إلى فهم الكثير من القوى الطبيعية. ودرسوا الفيزياء والفلك والجغرافيا والهندسة والرياضيات والتاريخ الطبيعى والطب والفلسفة والأدب. ومن بين هؤلاء الأساطين إقليدس عالم الهندسة الذى تتلمذ على يديه أعظم الرياضيين مثل أرشميدس وأبولونيوس وهيروفيلوس في علم الطب والتشريح وإراسيستراتوس في علم الجراحة وجالينوس في الصيدلة وإريستاكوس في علم الفلك وإراتوستينس في علم الجغرافيا وثيوفراستوس في علم النبات وكليماكوس وثيوكريتوس في الشعر والأدب فيلون وأفلاطون في الفلسفة وعشرات غيرهم أثروا الفكر الإنساني بالعالم القديم.


أثار الأسكندرية العتيقة


و لقد عثر الباحثون عن آثار الإسكندرية القديمة وأبو قير تحت الماء علي أطلال غارقة عمرها 2500 سنة لمدن فرعونية –إغريقية. ولاتعرف حتي الآن سوي من خلال ورودها فيما رواه المؤرخون الرحالة أو ما جاء بالأساطير والملاحم اليونانية القديمة. وكانت مدينتا هيراكليون ومنتيس القديمتين قرب مدينة الإسكندرية القديمة وحاليا علي عمق 8 متر بخليج أبو قير.


وكانت هيراكليون ميناء تجاريا يطل علي فم فرع النيل الذي كان يطلق عليه فرع كانوبس. ومدينة منتيس كانت مدينة دينية مقدسةحيث كان يقام بها عبادة إيزيس وسيرابيس. والمدينتان غرقتا في مياه البحر الأبيض المتوسط علي عمق نتيجة الزلازل أو فيضان النيل. وكان لهذا ميناء هيراكليون الفرعوني شهرته لمعابده وازدهاره تجاريا لأنه كان أهم الموانيء التجارية الفرعونية علي البحر الأبيض المتوسط , فلقد اكتشفت البعثات الاستكشافية مواقع الثلاث مدن التراثية التي كانت قائمة منذ القدم وهي هيراكليون وكانوبس ومينوتيس. فعثرت علي بيوت ومعابد وتماثيل وأعمدة.


فلأول مرة تجد البعثة الإستكشافية الفرنسية شواهد علي هذه المدن التي كانت مشهورة بمعابدها التي ترجع للآلهة إيزيس و أوزوريس وسيرابيس مما جعلها منطقة حج ومزارات مقدسة .


المدن التابعة للمحافظة

مدينة برج العرب (الإسكندرية) (186900 نسمة)
مدينة برج العرب الجديدة (7600 نسمة)
مدينة ألكس (تحت الأنشاء)
ويضم مركز ومدينة برج العرب ثلاث قرى هي: قرية أبو صير وقرية بهيج وقرية الغربانيات.


القصور الملكية بالأسكندرية

قصر المنتزة
قصر رأس التين
قصر الصفا
إستراحة الرئاسة ببرج العرب


وسائل المواصلات


المطارات
مطار النزهة ويقع على مسافة 6 كم جنوبى شرق المدينة ويستقبل الطائرات الصغيرة و المتوسطه و الطائرات الخاصه. لقد تمت فيه بعد التعديلات فأصبحت الأجراءات أسرع.و ايضا يضم نادي الاسكندريه للطيران الشراعي .
مطار برج العرب ويقع على مسافة 49 كم من المدينة و تم فتحه للطيران المدنى في عام 2003 وكان قبل ذلك قاعدة جوية عسكرية .ويستقبل الطائرات الكبيرة و اغلب الرحلات القادمه من اوروبا, وهو أكبر من مطار النزهة ويتم بناء مبنى ركاب جديد ليستوعب المطار 2.5 مليون راكب في السنة.



الطرق السريعة

الطريق الساحلى الدولى
الطريق الزراعى
الطريق الصحراوى
الطريق الدائرى
محور التعمير


التسوق بالإسكندرية


يمكنك التسوق في المراكز التجارية الأتية

سان ستيفانو جراند بلازا
زهران مول
ديب مول
مينا مول
كارفور
فتح الله مول
جرين بلازا


البوابة الرئيسية لدخول محافظة الاسكندرية


صور قلعة قايتباى



شارع أبوقير


ساعة الزهور بمنطقة الشلالات


كلية الهندسة


ميدان سعد زغلول


محطة الرمل


محطة القطار بمنطقة ( محطة مصر )


ميدان المنشية


قبر الجندى المجهول بمنطقة ( المنشية )


الغرفة التجارية بالاسكندرية


مسجد المرسى أبو العباس بمنطقة ( الأنفوشى )


كلية سان مارك

شاطئ ميامى


شاطئ المنتزة


فندق فلسطين


حديقة قصر المنتزة


قصر الحرملك بالمنتزة


غروب الشمس من شاطئ كليوباترا


برج الأندلس بالعجمى


المتحف الروماني


مسجد القائد حسين